Table of Contents
تشهد التقنية والتكنولوجيا تطورات كثيرة واستحداث لأمور جديدة هذا الامر ينذر بتطور أدوات وسبل الجريمة الإلكترونية بشكل أكثر تعقيدا أو أشد ضررا من قب الأمر الذي يلزم الدول لتطوير آليات مكافحة هذه الجرائم واستحداث خطوط دفاع وسن قوانين وتوعية الناس بمستحدثات هذه الجرائم وتشجيعهم للإبلاغ عنه فأركان الجريمة الإلكترونية كالاَتى :
الركن المادى من أركان الجريمة الإلكترونية :
- 1- والركن المادى للجريمة هو جوهر السلوك فلا تقع الجريمة بدون فعل أو ترك فلا يوجد عقاب على النوايا المجرده وهناك بعض الجرائم لا يكتفا فيها بالسلوك وحدة ولكن يشترط لتجريمة أن يؤدى الى نتيجة معينة كما فى جريمة القتل وكذلك هو السلوك الذى يقوم به الجانى ويكون القانون واضعاً له عقاب اذ يكون القانون قد حظره وقرر له عقاباً لمخالفتة مثل القتل والسرقة والنصب …الخ والركن المادى يتمثل فى الفعل المخالف الذى يقوم به الجانى المعلوماتى كذلك لا يمكن عقابه على النويا المجرده ما لم تتبلور فى مظهر خارجى ويستوى فى الركن المادى اجتماع عناصره الثلاثة من نشاط أو سلوك مادى وعلاقى سببيى ونتيجة أجرامية أو أن يتوافر عنصر وحيد هو النشاط أو السلوك المادى فقط متى كان المشرع يتطلبة وحدة لقيام الجريمة وفى هذه الحالة تتوافر الجريمة دون الحاجة للبحث عن النتيجة التى تكون قد تحققت من عدمة
- 2- والسلوك الأجرامى للجانى قد يكون أيجابياً وقد يكون سلبياً فالسلوك الايجابى : هو كل فعل أو قول يجرمة القانون ويؤدى الى نتيجة أجرامية بغض النظر عن وسيلة أرتكاب هذا السلوك فمتى كان السلوك محظوراً قانوناً وترتبت علية نتيجة أجرامية فهو يشكل جريمة أما السلوك السلبى : فيتمثل فى موقف يتخذه الجانى يتمثل فى الامتناع عن أداء عمل قانوناً يحرص القانون على أدائه والامتناع بوصفه سلوكاً لايتجرد من الارادة حيث يوجهها الجانى الى عدم القيام بالواجب المطلوب منه مع قدرته على ذلك والامتناع يقتضى سبق الالتزام بعمل أما النتيجة الاجرامية فهى الاثر المادى الذى يحدثه سلوك الجانى فى العالم الخارجى كأثراً لهذا السلوك ويكون مرتبطاً بهذا السلوك ارتباط السبب بالمسبب أى يكون هذا السلوك الذى أرتكبه الجانى هو الذى أدى الى حدوث النتيجة فالنتيجة هى الاثر الطبيعى الذى يتمخض السلوك عنه ويعتد القانون به والركن المادى فى الجرائم المرتكبة عبر الانترنت ويثير كثير من الصعوبات يفرضها المجال الذى تتم فيه الجريمة وهو الجانب التقنى
- 3- فالسلوك الاجرامى لابد أن يكون له مظهر خارجى يجعل الجريمة فعل ظاهر لا مجرد فكرة فى نفس الجانى أو ليظهر أثره فى العالم الخارجى وتلك هى الصعوبات فى الجرائم المعلوماتية وهذا السلوك المادى فى الجريمة المعلوماتية يتطلب وجود بيئة رقمية واتصال بالانترنت ومعرفة بهذا النشاط ونتيجته ويبداء السلوك المادى بتجهير الاجهزة التى تتصل بالانترنت مثل أجهزة الحاسب الالى أوأجهزة الاتصالات الحديثة عموماً كالهواتف الذكية التى تقوم مقام الحاسب الالى فى الدخول الى شبكة الانترنت وتتمثل الصعوبات هنا فى تحديد متى بداء السلوك الاجرامى المعلوماتى ومتى أكتمل أم أنه توقف عند حد الشروع ولكى يتم الركن المادى فى الجريمة المعلوماتية يتعين وجود اتصال بالانترنت ويستوى أى يكون هذا الاتصال من جهاز حاسوب أو أى جهاز من أجهزة الاتصال الحديثة الذى يقوم مقام الحاسوب فى الدخول الى الشبكة الدولية للمعلومات الانترنت وكذلك وجود بيئة رقمية
- 4- والبيئة الرقمية أو المكتبة الرقمية هى مجموعة من المواد نصوص أو صور أو فديوهات وغيرها مخزنة بصيغة رقمية ويمكن الوصول اليها عبر عدة وسائط وأهم وسائل الوصول لمحتويات المكتبة الرقمية هى الشبكات الحاسوبية وبصفة خاصة الانترنت ولا ينحصر محتوى البيئة الرقمية على الكتب الرقمية فقط بل يتعداه الى غيرها من الوسائط وبمعنى أخر هى مجموعة من مواد المعلومات الالكترونية أو الرقمية المتاحة على سيرفر ويمن الوصول اليها من خلال شبكة محلية أو على المشاع عبر الشبكة العنكبوتية وهذه البيئة المعلوماتية التى تشكل المصادر الالكترونية لا تحتاج سوى لمجموعة من الخوادم وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام أى الجهاز الذى يكون لدى المستخدم وهذه النهايات الطرفية التى هى أجهزة الحاسوب التى بين يدة الافراد أو أى أجهزة اتصال حديثة تمكن من الدخول الى الانترنت
- 5- وأول مظاهر السلوك المادى فى الجريمة المعلوماتية هو الانتصال بشبكة الانترنت من خلال الحاسب الالى أو الهاتف الذكى أو الكمبيوتر اللوحى وتحميل الحاسب الاَلى أو الهاتف الذكى ببرامج اختراق للدخول غير الشرعى الى حساب شخص ما على سبيل المثال صنع صور مخلة بالحياء أو تحميلها من البيئة الرقمية لارسالها لخدش حياء شخص بها أو كتابة عبارات أو رسوم مسيئة لشخص أو تمثل سباً لهأو قذفاً فى حقه واعدادها للارسال من خلال وسيلة الاتصال بالانترنت أو الاختراق لتدمير المعلومات كما يتمثل السلوك المادى فى الجريمة المعلوماتية فى الدخول غير المشروع فى نظم وقواعد معالجة البيانات ومعالجة البيانات تعنى استخدام الاساليب الاَلية للتحكم فى أى بيانات ومثال ذلك معالجة البيانات التجارية أو تطبيق تحديثات على المعلومات المخزنة وتطبيق المعاملات المصرفية على الحسابات والملفات الرئيسية للعملاء واجراء الحجوزات والتذاكر على نظام الحجز على خطوط الطيران وفواتير خدمات المرافق
- 6- ونظم المعلومات هى مجموعة البرامج والادوات المعدة لانشاء البيانات أو المعلومات اللكترونية أو ارسالها أو تسلمها أو معالجتها أو تخزينها أو ادارتها أما البيانات فهى الارقام والحروف زالرموز والاشكال والاصوات والصور التى ليس لها دلاله بذاتها والمعلومات هى البيانات التى تمت معالجتها وأصبح لها دلاله ونظم معالجة البيانات هو مزيج بين الَاَلات والبشر ومعالجة ذلك لمجموعة من المدخلات لتنتج مخرجات محددة وهذه المدخلات والمخرجات تترجم على أنها بيانات أو حقائق أو معلومات اعتمادَا على علاقة المترجم بالنظام ويطلق علية مصطلح نظام المعلومات فنظام المعلومات اجراء منظم لتجميع وتجهيز واختزان واسترجاع المعلومات الموثقة لارضاء حاجات متنوعة أى مجموعة من الطرق والمواد والوسائط والمنتجون والمستقبلون المشتركون بطريقة منظمة لتأثير نقل المعلومات فى مجال معين أو نشاط محدد أو منظمة ما
- 7- يتكون نظام المعلومات من مجموعة مركبة من البيانات والأفراد الذين ينتجونها والمؤسسات التى تقوم بتجهيزها والعلاقات المتبادلة والتفاعل بى الاشخاص والمؤسسات وهكذا يمكن القول بأن نظام المعلومات هو ذلك التنظيم الذى يحكم نقل المعلومات من منتجيها الى المستفيدين منها وتعتبر البيانات هى المادة التى يقوم عليها وحولها عمل النظام وهى عبارة عن كل مدخلات النظام مثل أعداد عن عدد الطلاب مثلا أو درجاتهم فى مقررات دراسة أو عبارة عن رموز أو كلمات أو جمل
نظام معالجة البيانات يتكون من ثلاث مراحل :
– المدخلات INPUT:
وهى عبارة عن ملف البيانات المطلوب معالجتها مثلاً ملف الطلاب الذى يحتوى على ( أسم الطالب , رقم الطالب , درجة الامتحان )
– المعالجة PROCESSING:
- 1- المعالجة الاليكترونية عرفها قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات بأنها أى عملية اليكترونية أو تقنية تتم كلياً أو جزئياً لكتابة أو تجميع أو تسجيل أو حفظ أو تخزين أو دمج أو عرض أو أرسال أو أستقبال أو تداول أو نشر أو تغيير أو تعديل أو استرجاع أو استبدال للبيانات والمعلومات الاليكترونية وذلك باستخدام أى وسيط من الوسائط أو الحاسبات أو الأجهزة الأخرى الالكترونية أو المغناطيسية أو الضوئية أو كا يستحدث من تقنيات أو وسائط أخرى
- 2- وكذلك هى العمليات المختلفة التى ستنفذ على البيانات للحصول على المعلومات مثل العمليات الحسابية أو المنطقية عمليات التصنيف والترتيب وتتم عملية المعالجة باتباع تعليمات معينة توه جهاز الحاسب لأداء عمل ما على البيانات وتسمى مجموعة التعليمات هذه بأسم البرنامج
* ومثال ذلك عند حساب رواتب الموظفين فى أحدى المؤسسات فأن نظام معالجة البيانات يكون كتالى : المدخلات : هى ملف بيانات الموظفين الذى يحتوى على رقم الموظف واسمة وعدد ساعات العمل ومعدل أجر الساعة والمعالجة : (1) هى قراة رقم الموظف واسمة وعدد سات العمل معدل أجر الساعة (2) حساب الدخل = عددساعات العمل x معدل أجر الساعة (3) طباعة رقم الموظف واسمة ومرتبة (4) تكرار عملية المعالجة للموظف التالى حتى نهاية الملف
– المخرجاتOUTPUT:
المخرجات هى ناتج عملية معالجة البيانات وتسمى المعلومات أى عبارة عن ملف (تقرير) يحتوى على المعلومات التالية لكل موظف : الرقم والاسم والدخل فالدخول غير المشروع فى نظام وقواعد المعلومات هو صورة من صور السلوك المادى فى الجريمة المعلوماتية للتلاعب فى هذه النظم أو المعلومات أو سرقتها أو تدميرها أو تزويرها أو سرقتها ومن صور السلوك المادى أيضاً انتهاك سرية البيانات الشخصية للافراد أو البنوك أو الشركات من خلال أختراق البريد الالكترونى للشخص أو التسلل الى أرصدة العملاء فى البنوك
الركن المعنوى من أركان الجريمة الإلكترونية :
الركن المعنوى للجريمة يتمثل فى القصد الجنائى وهو اتجاه ارادة الجانى الى السلوك ونتيجته مع العلم بكل العناصر التى يشترطها القانون وعنصرى القصد الجنائى هما العلم والارادة والعلم هو تمثل الواقعة الاجرامية فى ذهن الجانى بكل عناصرها المعتبرة قانوناً فيشترط لتوافر القصد الجنائى ومن ثم قيام الجريمة فى حق الجانى أن يكون محيطاً أو عالماً بكل العناصر اللازمة لوجود الجريمة كما حددها القانون ثم يتعين أن تتجه ارادة الجانى الى أتيان السلوك المادى المكون للركن المادى للجريمة فمجال الارادة هو السلوك دائماً والارادة تعنى التصميم أو أنعقاد العزم على تحقيق أمر معين ويقصد بارادة السلوك اتجاه الارادة الية وارادة النتيجة من هذا السلوك ويتعين توافر ركن معنوى فى الجريمة المعلوماتية بالرغم من أنها لاترتكب فى عالم مادى انما عالم فضائى فيجب أن يكون المجرم المعلوماتى عالماً بأن الفعل الذى يأتية أو سلوكه المادى يجرمه القانون وعلى الرغم من توافر هذا العلم لديه تتجه ارادته الى اتيان الفعل قاصداً نتيجته
– النتيجة :
- 1- والنتيجة هى عنصر من عناصر الركن المادى وترتبط بالسلوك الاجرامى ارتباط السبب بالمسبب أى الأثر الذى يحدثه السلوك الاجرامى ويعاقب عليه المشرع والجريمة المعلوماتية فى الغالب من أنموذجها القانوني لا تحتاج الى تحقق نتيجة ما تترتب تترتب على ارتكاب السلوك الاجرامى بل ان الجريمة تتحقق بمجرد اتيان هذا السلوك بدون تحقق نتيجة ومثال ذلك أن الشارع عاقب فى المادة 14 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على مجرد الدخول خطاء والبقاء بدون وجه حق على موقع أو حساب خاص أو نظام معلوماتى محظور الدخول علية فأن مجرد الدخول يشكل الجريمة المعاقب عليها ولم يتطلب الشارع أن تتحقق نتيجة ما من جراء هذا الدخول
- 2- وكذلك تتحقق الجريمة بسلوك مادى دون تحقق نتيجة فى جريمة دخول شخص مخولا له بذلك موقع أو حساب خاص أو نظام معلوماتى فتعدى جدود هذا الحق من حيث الزمان أو مستوى الدخول (المادة 15) فهنا لم يشترط المشرع للعقاب تحقق نتيجة كما لم يتطلب المشرع تحقق نتيجة وبالتالى تقوم الجريمة بمجرد اتيان السلوك المكون لركنها المادى كما فى جريمة اعتراض ايه معلومة أو بيانات أو كل ما هو متداول عن طريق شبكة معلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الالى وما فى حكمها بدون وجه حق (المادة 16) فتقوم الجريمة حتى ولو لم يحصل ضرر من جراء هذا الاعتراض